«دارت الأيام».. تأملات خالدة بين الحب والزمن مع أم كلثوم (كلمات)

تعد أغنية "دارت الأيام" إحدى أبرز وأشهر أغاني أم كلثوم التي تركت بصمة مميزة في تاريخ الموسيقى العربية، صدرت الأغنية في عام 1970، وكتبت كلماتها الشاعر مأمون الشناوي، بينما أبدع محمد عبد الوهاب في تلحينها، وهو التعاون الفني الذي أسفر عن واحدة من أجمل الأعمال الفنية التي سمعها الجمهور العربي، تعد هذه الأغنية من الأغاني التي تتمتع بشعبية كبيرة، ولا تزال تُسمع وتُستمتع بها حتى يومنا هذا، نظراً لما تحمله من عمق عاطفي وحسّ فني رفيع.

الأغنية تتناول موضوعات الحزن والفقدان والتغيرات التي تطرأ على العلاقات مع مرور الزمن، من خلال كلماتها العاطفية، تعكس "دارت الأيام" كيف أن تقلبات الحياة والأيام يمكن أن تؤدي إلى التغييرات في المشاعر والعلاقات بين الأحبة، وهذا الموضوع العميق لا يتوقف عند مجرد الحزن، بل يشير إلى التأمل في تقلبات الزمن وتأثيره على الإنسان، إذ تروي الأغنية قصة حب ضاع مع الزمن وأصبح مجرد ذكرى، يتأمل فيها العاشق ويعبر عن ندمه على ما مضى.

أداء أم كلثوم لهذه الأغنية كان بمثابة السحر، فقد استطاعت أن تُجسد كل كلمة وتُنقل كل شعور من خلال صوتها القوي والمميز، هذا الأداء المدهش جعل الأغنية خالدة في الذاكرة، إذ اعتُبرت من أروع الأعمال التي قدمتها أم كلثوم في مشوارها الفني الطويل، لا يمكن للمستمع إلا أن يشعر بكافة المشاعر التي تحملها الأغنية، من الألم والحزن والندم، بفضل القوة الصوتية والتفسير العاطفي لأم كلثوم.

كلمات أغنية ودارت الأيام

ودارت الأيام

ومرت الأيام

ما بين بعاد وخصام

وقابلته....نسيت إني خصمته

ونسيت الليل اللي سهرته

وسامحت عذاب قلبي وحيرته

ما اعرفش إزاي إزاي إزاي أنا كلمته

ما اقدرش على بعد حبيبي

أنا ليا مين أنا ليا مين إلا حبيبي

قابلني والأشواق في عنيه

سلم

سلم وخد ايدي في ايديه

وهمس لي قالي الحق عليه

نسيت ساعتها بعدنا ليه

فين دموع عيني اللي ما نامت ليالي

بابتسامه من عيونوا نسهالي

امر عذاب....واحلى عذاب

عذاب الحب..عذاب الحب للأحباب

ما اقدرتش اصبر يوم على بعده

ده الصبر عايز عايز صبر لوحده

ما اقدرش على بعد حبيبي

وصفولي الصبر

لقيته خيال وكلام في الحب

يا دوب يا دوب ينقال

واهرب من قلبي اروح على فين

ليالينا الحلوة في كل مكان

مليناها حب احنا الأثنين

وملينا الدنيا امل

امل وحنان

عيني عيني على العاشقين

حيارى مظلومين

عالصبر مش قادرين

ما اقدرتش اصبر يوم على بعده

ده الصبر عايز عايز صبر لوحده

ما اقدرش على بعد حبيبي

ودارت الأيام

ومرت الأيام

وهل الفجر بعد الهجر

بلونه الوردي بيصبح

ونور الصبح صحى الفرح

وقال للحب قوم نفرح

من فرحتي فرحتي تهت مع الفرحة

ما اقدرش على بعد حبيبي

من فرحتي فرحتي لا بنام ولا بصحى

ولقيتني معاك بعيش معاك

بعيش في ربيع ما فيش كده ما فيش كده

بين شوق ما ينتهيش

وشوق وشوق وشوق ثاني ابتدى

ما اقدرتش اصبر يوم على بعده

ده الصبر عايز عايز صبر لوحده

ما اقدرش على بعد حبيبي

اقرأ أيضاً.. خالد الصاوي (بروفايل)

تعد "دارت الأيام" من الأغاني الخالدة التي لا تقتصر شعبيتها على جيل معين، بل تظل تحتفظ بمكانتها بين الأجيال المختلفة بفضل عمق مشاعرها والأداء الاستثنائي، صوت أم كلثوم، الذي جمع بين القوة والصدق العاطفي، جعل هذه الأغنية تتفرد عن غيرها، فقد تمكنت من أن تكون علامة فارقة في تاريخ الغناء العربي، وما زالت تلامس قلوب محبيها حتى يومنا هذا.

ومن خلال هذه الأغنية، أثبتت أم كلثوم مرة أخرى قدرتها على تقديم الفن الذي لا يعبر عن لحظة زمنية معينة، بل يظل خالدًا، متجدّدًا، قادرًا على التواصل مع كل من يسمعه، في النهاية، تبقى "دارت الأيام" تجسيدًا للفن الراقي الذي لا يعرف حدودًا، وتستمر في تأكيد مكانتها كواحدة من أجمل وأعمق الأغاني في تاريخ الموسيقى العربية.