الإثنين، 07 يوليو 2025

03:53 م

هشام رياض.. الكيميائي المصري الذي قاد "إيثيدكو" إلى العالمية

الإثنين، 07 يوليو 2025 11:56 ص

محمد عماد

هشام رياض

هشام رياض

في إنجاز تاريخي يُعد الأول من نوعه في مصر وقطاع البتروكيماويات، قاد الكيميائي هشام رياض حسين سليمان شركة إيثيدكو لتتبوأ مكانة مرموقة بين كبرى الشركات العالمية، بعد أن حصلت على تصنيف ضمن أفضل 15 شركة صناعية في العالم في مجال سلامة العمليات الصناعية (Process Safety Management)، وفقًا لتقييم شركة DNV النرويجية المتخصصة في نظم السلامة.

هذا التقييم لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج سنوات من العمل الجاد، حيث بدأت "إيثيدكو" منذ عام 2017 رحلة تطبيق منظومة سلامة العمليات، ونجحت في الوصول إلى المستوى السابع من التصنيف الدولي بحلول 2025، وهو من أعلى المستويات عالميًا.

كما حققت الشركة إنجازًا غير مسبوق عام 2024 بتسجيل "السلامة الكاملة" في أحد مشاريعها، لتصبح أول شركة مصرية تحقق هذا الإنجاز.

 

هشام رياض.. رؤية متكاملة للتنمية المستدامة

لم يقتصر دور الكيميائي هشام رياض على السلامة فحسب، بل امتد ليشمل رؤية متكاملة للتنمية المستدامة. إذ يقود توجهًا استراتيجيًا داخل "إيثيدكو" نحو تبني الاقتصاد الدائري وحماية البيئة، من خلال نظم متطورة لإعادة تدوير المخلفات، وإنتاج عبوات بلاستيكية مصنوعة بالكامل من خامات معاد تدويرها.

وأشار رياض إلى أن سوء إدارة المخلفات وليس صناعة البلاستيك هو ما يسبب التلوث، موضحًا أن تحويل غاز الإيثان إلى بولي إيثيلين يُعد طريقة فعالة لاحتجاز الكربون. وفي هذا السياق، طورت الشركة نظامًا شاملاً لإنتاج بولي إيثيلين معاد تدويره، لاقى رواجًا واسعًا في السوق الإسبانية.

كما تبنت "إيثيدكو" تقنية ZLD لإعادة استخدام مياه الصرف الصناعي بالكامل، وأصبحت الشركة أول من يطبق هذه التقنية في قطاع البترول المصري، مما أسهم في استعادة المياه المستخدمة للصناعة وري المسطحات الخضراء. كذلك، أجرت "إيثيدكو" دراسة كاملة لدورة حياة منتج البولي إيثيلين بالتعاون مع هيئات عالمية، لتُعد بذلك أول شركة في قطاع البترول المصري تقوم بمثل هذه الخطوة.

 

 

الكيميائي هشام رياض رحلة طويلة من الخبرة والتميز

تخرج الكيميائي هشام رياض في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية عام 1988، قسم الكيمياء، وحصل على دبلوم في ترشيد الطاقة من المعهد العالي للبحوث عام 1991، كما حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة إسلسكا الفرنسية عام 2021.

بدأ هشام رياض مسيرته المهنية عام 1990 في شركة البتروكيماويات المصرية، ثم انتقل إلى شركة "سيدبك" من 1998 حتى 2001، ومنها إلى شركة "بروج" بأبو ظبي، التابعة لمجموعة أدنوك، حيث أمضى 11 عامًا من الخبرة العالمية المتقدمة في صناعة اللدائن والبلاستيك.

مع انطلاق مشروع "إيثيدكو" عام 2012، عاد هشام رياض إلى مصر ليتولى مسؤولية إدارة مصنع الإيثيلين، الذي يُعد أحد أكبر مرافق الإنتاج بالشركة. كان جزءًا أساسيًا من فريق التأسيس والبناء، حتى الافتتاح الرسمي للمصنع في أغسطس 2016 على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

في مايو 2021، تولى رئاسة مجلس إدارة شركة الإسكندرية للإضافات البترولية (أكبا)، كما شغل عضوية مجلس إدارة شركة "أموك" ممثلًا عن شركتي التعاون ومصر للبترول. وفي 20 أغسطس 2023، صدر قرار بتكليفه مجددًا برئاسة "إيثيدكو" والعضو المنتدب، ليعود إلى الشركة التي ساهم في تأسيسها وتطويرها.

من الصناعة إلى التأثير

منذ اليوم الأول لعودته إلى "إيثيدكو"، أدار هشام رياض ملف التطوير الشامل من منظور متعدد الأبعاد: اقتصادي، وبيئي، واجتماعي. ويؤمن بأن القائد الناجح لا يُقاس فقط بمؤشرات الإنتاج، بل بقدرته على صناعة الفارق، وتحقيق المعادلة الصعبة بين كفاءة الأداء والمسؤولية المجتمعية.

في أول اجتماع له مع مجلس إدارة الشركة في 28 أغسطس 2023، استعرض رياض خطط الشركة الطموحة، وناقش مجموعة من الملفات التي تركز على دعم الاستدامة، وزيادة القدرة التنافسية، وتعزيز التكامل مع استراتيجية وزارة البترول والشركة القابضة للبتروكيماويات.

فلسفة واضحة من اول يوم 

يؤمن الكيميائي هشام رياض بأن الاستدامة لم تعد ترفًا، بل هي التزام اقتصادي وأخلاقي تجاه الأجيال القادمة، كما يرى أن تعزيز ثقافة السلامة والكفاءة البيئية داخل المؤسسات الصناعية لا بد أن يكون جزءًا أصيلًا من هوية كل شركة حديثة.

وفي تصريحاته، دائمًا ما يربط بين التطوير الفني والتغيير المجتمعي، مؤكدًا أن الصناعة النظيفة، والعمل الجماعي، والقيادة المسؤولة هي مفاتيح حقيقية للنهضة الصناعية.

هشام رياض ليس مجرد اسم في قائمة رؤساء الشركات، بل قائد تنفيذي يحمل خبرات محلية وعالمية، مزج بين الفكر العلمي والعملي، ونجح في إعادة تعريف مفهوم القيادة الصناعية في مصر، خاصة في قطاع البتروكيماويات.

تحت قيادته، أصبحت "إيثيدكو" نموذجًا مصريًا يُحتذى به عالميًا، وصار يُنظر إليها كمثال على ما يمكن أن تحققه الكوادر الوطنية حين تتوافر لها الرؤية والدعم والثقة.

search