الخميس، 31 يوليو 2025

02:39 م

وداعًا لطفي لبيب.. رحيل صاحب بطولات"الكتيبة 26"

الأربعاء، 30 يوليو 2025 12:49 م

آيه بدر

لطفي لبيب

لطفي لبيب

رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، الفنان القدير لطفي لبيب، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض استمر لفترة طويلة، انتهى بنقله إلى العناية المركزة قبل يومين من وفاته. 

وقد أعلن خبر الوفاة الفنان منير مكرم، عضو نقابة المهن التمثيلية، بكلمات مؤثرة قائلاً: "يرحل أغلى الناس.. الفنان لطفي لبيب".

النشأة والبدايات

ولد لطفي لبيب لأسرة مصرية مسيحية من الطبقة المتوسطة، ونشأ في بيئة محافظة ذات طابع صعيدي، الأمر الذي انعكس على وعيه الثقافي والاجتماعي، وكان له بالغ الأثر في تشكيل شخصيته. منذ سنوات طفولته، أبدى ولعًا خاصًا بالقراءة والفنون، إلا أن مشواره الفني لم يبدأ على الفور، بل سلك طريقًا أكاديميًا أولًا.

حصل على ليسانس الآداب من قسم الفلسفة بجامعة عين شمس، قبل أن يتجه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، ويتخرج فيه عام 1970. 

لكن محطة هامة في حياته كانت عندما التحق بالخدمة العسكرية، ليشارك ضمن صفوف القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وهي التجربة التي وثّقها لاحقًا في كتابه الشهير "الكتيبة 26".

بعد عودته من الجبهة، بدأ لطفي لبيب رحلته الحقيقية مع الفن، متنقلاً بين المسرح والسينما والتلفزيون. وعلى مدار أكثر من 40 عامًا، شارك في عشرات الأعمال التي حفرت اسمه في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، بفضل حضوره المميز وابتسامته المعروفة وأدائه العفوي القريب من القلب.

من أبرز أعماله السينمائية:

"السفارة في العمارة"، "التجربة الدنماركية"، "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، "بوشكاش"، "الثلاثة يشتغلونها"، حيث تألق بدور السفير الإسرائيلي "ديفيد كوهين" أمام الزعيم عادل إمام، وهو الدور الذي نال عنه شهرة واسعة، رغم رفضه لاحقًا لأي تكريم من السفارة الإسرائيلية احترامًا لمشاعره الوطنية وتضامنه مع القضية الفلسطينية.

أما في الدراما التلفزيونية، فكانت له بصمات واضحة في أعمال مثل:

"رأفت الهجان"، "زيزينيا"، "المال والبنون"، "يتربى في عزو"، "أبوضحكة جنان"، وغيرها من المسلسلات التي أثرت الدراما العربية.

كما كتب لطفي لبيب عدة نصوص مسرحية، واهتم بجانب التأليف، مقدمًا أعمالًا تدمج بين الطابع الأدبي والتوثيقي، وخصوصًا في كتابه "الكتيبة 26" الذي سرد فيه بطولات الجنود المصريين في الحرب بأسلوب ساخر وإنساني في آن واحد.

في السنوات الأخيرة، تعرض لطفي لبيب لأزمة صحية خطيرة إثر جلطة دماغية أثّرت على نصفه الأيسر، ما جعله يتخذ قرارًا شبه نهائي باعتزال التمثيل، رغم استمراره في الظهور الإعلامي بشكل متقطع. لم يكن قرار الاعتزال سهلًا عليه، فقد أصر دائمًا على أن الفن بالنسبة له "رسالة وحياة"، وليس مجرد مهنة.

رغم ابتعاده عن الكاميرا، ظل محل تقدير كبير من زملائه في الوسط الفني، كما ظل الجمهور يذكره بابتسامته الدافئة وأدواره القريبة إلى القلوب.

لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل، بل كان نموذجًا للفنان المثقف والواعي بقضايا مجتمعه. ترك وراءه إرثًا فنيًا متنوعًا، امتد بين الكوميديا والدراما والكتابة والمواقف الوطنية. كما يُعد من الفنانين القلائل الذين حافظوا على احترامهم ومكانتهم طوال مسيرتهم، دون الدخول في صراعات أو إثارة للجدل.

ورحيله اليوم يُمثل خسارة كبيرة للفن المصري والعربي، ولجيل تربى على أعماله وضحك وبكى معه، وبقي يحمل له في قلبه تقديرًا لا يزول.

رحم الله الفنان لطفي لبيب، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

إقرأ أيضاً:

أشرف زكى يكشف تفاصيل اللحظات الاخيرة فى حياة الفنان لطفى لبيب

تقديراً لمسيرتة الفنية.. تأجيل احتفال دار كبار الفنانين بعد وفاة لطفي لبيب

search