الجمعة، 01 أغسطس 2025

02:49 م

كامالا هاريس تُعلن ترشحها في انتخابات حاكِم كاليفورنيا وتُبقي الباب مفتوحًا أمام سباق الرئاسة 2028

الخميس، 31 يوليو 2025 09:47 ص

محمد عماد

كامالا هاريس

كامالا هاريس

أعلنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي السابق، أنها لن تترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في انتخابات 2026، ما زاد من حدة التكهنات حول احتمالية خوضها سباق الرئاسة للمرة الثالثة في عام 2028.

وجاء إعلان هاريس من خلال بيان رسمي صدر عن مكتبها مساء الأربعاء، أكدت فيه أنها أمضت الأشهر الستة الماضية في مراجعة خياراتها السياسية والتفكير العميق بشأن المرحلة القادمة من مسيرتها. وقالت هاريس:
"خلال الأشهر الماضية، خصصت وقتاً كبيراً للتفكير في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ أمتنا، وفي أفضل السبل التي يمكنني من خلالها مواصلة الكفاح من أجل الشعب الأميركي، والدفاع عن القيم التي أؤمن بها بصدق".

قرار بعد تفكير عميق

ورغم ما وصفته بـ"حبها العميق" لولاية كاليفورنيا وشعبها، أكدت هاريس أن قرارها بعدم الترشح لمنصب الحاكم جاء بعد دراسة متأنية للخيارات المتاحة أمامها. وأضافت:
"لقد فكرت بجدية في الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا. هذه الولاية هي موطني، ولديّ ارتباط وجداني كبير بها، ولكن بعد تفكير عميق، قررت أنني لن أكون جزءًا من السباق في الانتخابات القادمة".

ويُعد هذا الإعلان محطة جديدة في مسار هاريس السياسي الذي شغل الأوساط الأميركية على مدار الأعوام الماضية، لا سيما بعد تجربتيها السابقتين في خوض سباق الرئاسة، الأولى في 2020 والتي انسحبت منها قبل انطلاق الانتخابات التمهيدية، والثانية في 2024 والتي انتهت بخسارة أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

باب الرئاسة لا يزال مفتوحاً

ورغم إعلانها الانسحاب من سباق منصب حاكم الولاية، إلا أن هاريس لم تغلق الباب أمام احتمالية الترشح للرئاسة مجددًا في 2028. فقد حرصت على أن يكون بيانها خاليًا من أي إشارات توحي باعتزال الحياة السياسية أو التراجع عن طموحاتها الوطنية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن هاريس كانت تفكر طوال الشهور الماضية في ثلاثة سيناريوهات رئيسية: الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا، أو العودة لخوض سباق الرئاسة، أو التراجع مؤقتاً عن المشهد السياسي، لكن يبدو أن السيناريو الثالث كان هو المستبعد من البداية، خصوصاً أن نائبة الرئيس السابقة لا تزال تتمتع بحضور إعلامي وشعبي في قطاعات من الحزب الديمقراطي.

خسارة 2024 والتأثير على الحسابات المستقبلية

شكلت خسارة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 أمام ترامب ضربة قوية لطموحاتها السياسية، إلا أن كثيرين من المحللين رأوا أنها لم تكن خسارة شخصية بقدر ما كانت نتيجة لتراجع ثقة القواعد الديمقراطية بعد فترة صعبة من التحديات الاقتصادية والانقسام المجتمعي. وقد أشادت شخصيات بارزة داخل الحزب الديمقراطي بأداء هاريس خلال حملتها الانتخابية، معتبرين أن لديها مستقبلًا سياسيًا لا يزال واعدًا.

هل تعود هاريس إلى الواجهة في 2028؟

تُبقي هذه التطورات الساحة السياسية مفتوحة على احتمالات متعددة، أبرزها أن تستعد كامالا هاريس لخوض غمار السباق الرئاسي للمرة الثالثة. ومع غياب أسماء ديمقراطية قوية معلنة حتى الآن بشأن انتخابات 2028، قد تجد هاريس نفسها أمام فرصة حقيقية لتصدر المشهد من جديد، خصوصًا إذا ما قررت الإدارة الديمقراطية البحث عن مرشح ذي خبرة وطنية وقاعدة جماهيرية سابقة.

ويعتقد مراقبون أن إعلان هاريس عن عدم خوض انتخابات حاكم كاليفورنيا هو في جوهره خطوة تكتيكية تهدف لإعادة التموضع السياسي، وجسّ نبض الشارع الأميركي بشأن استعدادهم لدعم ترشيحها لقيادة البلاد في مرحلة ما بعد ترامب.

 

ويبدو أن قرار كامالا هاريس هو أكثر من مجرد إعلان عن عدم الترشح لمنصب محلي، بل هو تذكير للجميع بأنها لا تزال في قلب اللعبة السياسية، وأن طموحها الرئاسي لم يخفت بعد. ومع اقتراب دورة الانتخابات الجديدة في 2028، سيبقى اسم كامالا هاريس حاضرًا بقوة في التحليلات والتوقعات، باعتبارها واحدة من أبرز الوجوه النسائية والسياسية في الحزب الديمقراطي الأميركي.

search