السبت، 02 أغسطس 2025

03:58 م

عالم فيزياء فلكية بهارفارد: مركبة فضائية غامضة تقترب من الأرض في ديسمبر 2025

الخميس، 31 يوليو 2025 10:22 ص

محمد عماد

مركبة فضائية غامضة

مركبة فضائية غامضة

في تطور مثير يعيد إلى الواجهة الجدل الدائم في تطور مثير يعيد إلى الواجهة الجدل الدائم حول الأجسام الطائرة المجهولة والحياة خارج كوكب الأرض، أطلق عالم الفيزياء الفلكية الشهير بجامعة هارفارد، البروفيسور آفي لوب، تحذيرًا من احتمال اقتراب جسم غامض من الأرض الأجسام الطائرة المجهولة والحياة خارج كوكب الأرض، أطلق عالم الفيزياء الفلكية الشهير بجامعة هارفارد، البروفيسور آفي لوب، تحذيرًا من احتمال اقتراب جسم غامض من الأرض خلال شهر ديسمبر المقبل، مرجحًا أن لا يكون مجرد مذنب عادي، بل ربما يكون مركبة فضائية تسلك مسارًا غير مألوف على الإطلاق.

 مسار غير اعتيادي يكشف المفاجأة

الجسم الفضائي المعروف حاليًا باسم 3I/ATLAS، والذي جرى تصنيفه كمذنب، أثار اهتمامًا كبيرًا في الأوساط العلمية بعد أن كشف البروفيسور لوب وفريقه البحثي عن خصائص فريدة في حركته. حيث أشارت الحسابات الفلكية إلى أن المذنب يسلك مسارًا غير تقليدي تمامًا، يمر بثلاثة كواكب رئيسية في المجموعة الشمسية: الزهرة، والمريخ، والمشتري.

ووفقًا لتصريحات لوب، فإن احتمالية أن يتحرك جسم طبيعي عشوائيًا بهذا المسار لا تتجاوز 0.005%، وهو ما دفعه إلى طرح فرضية أكثر جرأة: أن الجسم ربما لا يكون طبيعيًا على الإطلاق، بل قد يكون مسبارًا فضائيًا تم توجيهه عمدًا.

 فرضية الغابة المظلمة.. هل نحن مهددون؟

يبني لوب وفريقه هذه النظرية على ما يُعرف في الأوساط العلمية بـ "فرضية الغابة المظلمة"، وهي فكرة مرعبة تقول إن الحضارات الذكية في الكون قد تكون عدائية، وعمومًا تفضل الاختباء بدلًا من التواصل، خوفًا من أن تتعرض للإبادة من حضارات أخرى. ووفقًا لهذه الفرضية، فإن البشرية ربما تكون هدفًا محتملاً لمراقبة أو هجوم من كيانات فضائية متقدمة.

وحذّر لوب من أن "هذا الجسم، إن ثبت أنه مركبة فضائية فعلًا، فقد يكون مدفوعًا بأحد هدفين: إما للاستطلاع غير العدائي، أو العدوان"، مؤكدًا أن العواقب في حال صحة الفرضية قد تكون "كارثية على الكوكب"، على حد وصفه.

وأشار إلى أن إمكانية التصدي لمثل هذا التهديد، حال تأكده، تكاد تكون "منعدمة"، داعيًا إلى تعزيز برامج الدفاع الفضائي، رغم إدراكه لصعوبة مواجهة حضارة متقدمة تقنيًا.

جسم نادر وسرعة جنونية

الجسم الفضائي 3I/ATLAS يتميز بسرعة فائقة، حيث يُتوقع أن يمر بالقرب من كوكب الأرض في 17 ديسمبر المقبل، على بُعد نحو 2.4 وحدة فلكية (ما يعادل 223 مليون ميل)، بسرعة تقارب 41 ميلًا في الثانية، أي أكثر من 150 ألف ميل في الساعة، ما يجعله أحد أسرع الأجسام التي مرت عبر نظامنا الشمسي.

وتوضح دراسة حديثة نُشرت في 10 يوليو بمجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية أن هذا الجسم استغرق ما يقرب من 800 مليون سنة ليصل إلى نظامنا الشمسي، بعد رحلة طويلة عبر مجرة درب التبانة.

ويُعد 3I/ATLAS ثالث جسم "بين نجمي" يتم رصده وهو يمر عبر المجموعة الشمسية، بعد الجسم الشهير «أومواموا» الذي رُصد عام 2017، والكويكب «بوريسوف» الذي رُصد لاحقًا. وقد أثار «أومواموا» بدوره جدلاً واسعًا بسبب شكله الغريب الذي يشبه السيجار وقدرته على تغيير سرعته دون أي مؤثر جاذبي واضح.

 الكونغرس الأمريكي يدخل على الخط

تجدر الإشارة إلى أن البروفيسور آفي لوب كان من بين المتحدثين الرئيسيين خلال جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي في مايو الماضي، ناقش خلالها قضية الأجسام الطائرة المجهولة. وقد طالب آنذاك بزيادة تمويل أبحاث الأجسام الغريبة، مشددًا على أن "السماء مليئة بأجسام لا نفهم طبيعتها بعد".

وخلال نفس الجلسة، كشف لوب أن تحليل شظايا معدنية استخرجها من أعماق المحيط الهادئ أظهر احتواء بعضها على عناصر غير مألوفة لم يتم رصدها من قبل في نظامنا الشمسي، ما أثار مزيدًا من التساؤلات حول مصادر تلك المواد.

 ردود فعل الأوساط العلمية

على الرغم من طابع نظرية لوب المثير، فقد فضّل بعض علماء الفلك الآخرين التريث في إصدار الأحكام، مؤكدين أن مسار 3I/ATLAS قد يكون نادرًا لكنه لا يُعد دليلًا حاسمًا على كونه جسمًا صناعيًا.

كما رأى بعضهم أن القفز إلى استنتاجات بشأن "مركبة فضائية" دون دلائل مباشرة يُمكن أن يضر بمصداقية البحث العلمي، رغم اعترافهم بندرة الأجسام بين النجمية وخصوصية هذا الجسم الجديد.

 ما الذي ينتظرنا في ديسمبر؟

في ظل تباين الآراء العلمية، يترقب العالم ما ستكشفه المراصد الدولية ووكالات الفضاء خلال الأسابيع القادمة بشأن 3I/ATLAS، خصوصًا أن مروره سيكون قريبًا بما فيه الكفاية لرصده بالتلسكوبات الكبرى، ولكنه بعيد نسبيًا عن التسبب بأي تصادم محتمل مع الأرض.

وبين الحذر والفضول، يتجهز العلماء لتوثيق هذه الزيارة النادرة لجسم فضائي قادم من أعماق المجرة، في وقت ما تزال فيه الأسئلة الكبرى عن "الحياة خارج الأرض" بلا إجابة قاطعة، لكن هذا الجرم الجديد ربما يكون بداية قصة مثيرة قد تُغيّر نظرتنا للكون.

search