الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025

11:42 ص

منظمة شنغهاي تدين بشدة التصعيد في غزة والهجمات على إيران وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 05:11 م

محمد عماد

منظمة شنغهاي

منظمة شنغهاي

 أعلنت منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم عشر دول من آسيا الوسطى والشرق الأوسط والقوى الكبرى كالصين وروسيا والهند وإيران، الاثنين، إدانتها الشديدة لما وصفته بـ"الأعمال التي تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين وكوارث إنسانية" في قطاع غزة، مؤكدة ضرورة وقف شامل ودائم لإطلاق النار.

 

وجاء في البيان، الذي نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، أن الدول الأعضاء في المنظمة "تعرب عن قلقها البالغ إزاء تصاعد النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني"، وتدين "بشدة الأعمال العسكرية التي تتسبب بسقوط أعداد كبيرة من المدنيين في غزة وتفاقم الكوارث الإنسانية".

وأضافت المنظمة أن الوضع في القطاع بلغ مرحلة خطيرة تتطلب "توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية من دون أي عراقيل أو شروط مسبقة"، مشيرة إلى أن معاناة السكان المدنيين لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل أو المماطلة السياسية.

 

ولم يقتصر البيان على الملف الفلسطيني، إذ أشار كذلك إلى الهجمات التي شنتها إسرائيل في يونيو الماضي ضد أهداف في إيران. وأكدت المنظمة أن تلك الضربات، التي استهدفت بنى تحتية نووية ذات طبيعة مدنية، تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، لافتة إلى أنها أدت إلى سقوط ضحايا بين المدنيين الإيرانيين.

وشددت المنظمة على أنها "تدين بشدة العدوان الإسرائيلي والأميركي الذي وقع في يونيو 2025 على إيران"، معتبرة أن هذه الأعمال العسكرية من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة وتوسيع نطاق الصراعات بدلًا من إيجاد حلول سلمية.

 

وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001 كإطار للتعاون الأمني والسياسي والاقتصادي بين دول آسيا الوسطى والقوى الكبرى المجاورة. وتضم في عضويتها الحالية كلًا من: الصين، روسيا، الهند، باكستان، إيران، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، وبيلاروسيا.

وخلال السنوات الأخيرة، تحولت المنظمة إلى منصة إقليمية ذات وزن متزايد في الملفات الدولية، حيث تسعى لتقديم نفسها كبديل للتكتلات الغربية، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن، وكذلك بين بكين وعدد من العواصم الأوروبية.

 

تأتي إدانة المنظمة في وقت يواصل فيه قطاع غزة مواجهة حرب دامية منذ ما يقارب العامين، أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا ونزوح مئات الآلاف، وسط تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية من مستشفيات ومدارس ومساكن.

ويحذر مراقبون من أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع يضع المنطقة أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما تتعثر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار بسبب غياب توافق داخل مجلس الأمن وانقسام المواقف بين القوى الكبرى.

 

يرى محللون أن صدور البيان عن منظمة شنغهاي يعكس رغبة أعضائها في تعزيز حضورهم على الساحة الدولية كقوة داعمة للاستقرار ومناصرة لحقوق الشعوب. كما أنه يسلط الضوء على وحدة الموقف بين قوى متباينة المصالح مثل الصين وروسيا والهند وإيران في ما يتعلق بالقضايا الساخنة في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، يقول خبير في العلاقات الدولية إن البيان "يشكل رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الغرب للتأكيد على رفض الهيمنة الأحادية في إدارة الأزمات، والثانية إلى شعوب المنطقة بأن هناك قوى كبرى تقف ضد استهداف المدنيين وتدعو إلى حلول سلمية".

 

إضافة إلى الإدانة، شدد بيان شنغهاي على ضرورة إنشاء ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة، مشيرًا إلى أن حرمان المدنيين من الإمدادات الأساسية يمثل خرقًا للقانون الدولي الإنساني ويضاعف معاناتهم اليومية.

وأكدت المنظمة أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون "شاملًا ودائمًا"، بما يتيح تهيئة الظروف لمفاوضات سياسية حقيقية تؤدي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، ترتكز على قرارات الأمم المتحدة ومبدأ حل الدولتين.

 

search