الأحد، 14 سبتمبر 2025

10:37 م

إبراهيم سعفان.. «المحامي الفصيح» الذي علمنا كيف نضحك بذكاء

السبت، 13 سبتمبر 2025 08:23 م

إسراء علي

إبراهيم سعفان

إبراهيم سعفان

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير إبراهيم سعفان، أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما والمسرح المصري، الذي أمتع الملايين بخفة دمه وشخصياته المرحة، وعلى رأسها شخصية "المحامي الفصيح" التي اشتهر بها حتى وضعه النقاد ضمن أفضل 10 من جسدوا هذه المهنة على الشاشة، لكن خلف ابتسامته التي اعتاد أن يرسمها على وجوه جمهوره، خبأ مأساة إنسانية قاسية بعدما فقد أربعة من أبنائه في عام واحد، قبل أن يعوّضه القدر بخمسة آخرين.

البدايات والإرث الكوميدي

نشأ إبراهيم سعفان في بيئة دينية، حيث التحق بالأزهر الشريف وتلقى تعليمه هناك، قبل أن يتجه إلى عالم الفن ليصنع لنفسه مكانة خاصة بين رموز الكوميديا في الستينيات والسبعينيات، امتاز بقدرته على تقمص شخصيات قريبة من قلوب الناس، وارتبط اسمه بدور المحامي الماكر خفيف الظل، ليظل علامة بارزة في تاريخ الكوميديا المصرية.

مأساة إنسانية لا تُنسى

رغم النجاح الكبير الذي حققه، لم تخلُ حياة إبراهيم سعفان من الألم، إذ عاش مأساة فقدان أربعة من أبنائه في عام واحد بسبب إصابتهم بالجفاف، إلى جانب وفاة فتاة صغيرة. هذه الصدمة هزت كيانه، لكنه واجهها بقوة الإيمان وصبر الرجال، وقد رزق فيما بعد بخمسة أبناء آخرين، وأطلق على ابنته الأولى اسم "رضا" تعبيرًا عن رضاه بقضاء الله وقدره.


رصيد فني ضخم ومتنوع

قدم سعفان نحو 132 عملًا فنيًا تنوّعت بين السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون.

في المسرح أبدع في مسرحيات مثل: الدبور، سنة مع الشغل اللذيذ، حركة ترقيات، مين ما يحبش زوبة، 2 على دبوس.

في السينما شارك في أفلام شهيرة منها: 30 يوم في السجن، أونكل زيزو حبيبي، أكاذيب حواء، أضواء المدينة، ميرامار، سفاح النساء.

أما التلفزيون فقد ظهر في أعمال لاقت نجاحًا كبيرًا مثل: المصيدة، وجهان للحب، الهاربان، مليون في العسل، اللقاء الأخير.

سر علاقته بسعاد حسني

من المواقف التي تكشف عن قيمته الإنسانية أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الخميسي طلب منه تعليم الفنانة سعاد حسني القراءة والكتابة، نظرًا لعدم التحاقها بالتعليم النظامي، وبالفعل ساعدها "سعفان" خلال ستة أشهر فقط حتى أصبحت بمستوى طالب في المرحلة الإعدادية، وهو ما يعكس حرصه على مساعدة زملائه داخل الوسط الفني.

شهادة ابنه خالد سعفان

كشف خالد سعفان، نجل الفنان الراحل، أن والده كان شديد الالتزام والنظام، ويميل إلى الجدية في حياته الأسرية حتى وصفه بأنه يشبه شخصية "سي السيد".

وأوضح أن والده لم يكن يتحدث كثيرًا داخل المنزل، كما أنه كان يرفض مشاهدة أعماله الفنية، وأكد أن هذه الصرامة لم تمنع الجمهور من حبه، حيث ظل واحدًا من أقرب النجوم إلى قلوب الناس بفضل أدواره الكوميدية.

رحل إبراهيم سعفان تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا وأدوارًا خالدة جعلته حاضرًا في ذاكرة الأجيال، فرغم ما عاناه من مآسٍ شخصية، إلا أن براعته في رسم الضحكة ستبقى محفورة في وجدان عشاق الفن المصري، ليظل "المحامي الفصيح" رمزًا للكوميديا الراقية والقدرة على تجاوز المحن بقوة الإرادة والإبداع.

الرابط المختصر

search