الإثنين، 15 سبتمبر 2025

09:42 م

في ذكرى ميلاده.. شفيق نور الدين فنان الكوميديا الذي بدأ حياته كملقن مسرحي

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 06:05 م

إسراء علي

شفيق نور الدين

شفيق نور الدين

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير شفيق نور الدين، الذي برع في تجسيد الأدوار الكوميدية والتراجيدية على حد سواء، ونجح في أن يضع بصمته الخاصة عبر الأدوار الثانوية التي جسدها، حيث جمع بين ملامح الخير والشر في أدائه، ليصبح أحد أعمدة الفن المصري الذين لا يغيب ذكرهم.

البدايات الفنية.. من الملقن إلى خشبة المسرح

وُلد شفيق نور الدين في محافظة المنوفية، ونشأ وسط بيئة ريفية أثرت في شخصيته وأسلوبه الفني، بدأت رحلته مع الفن مبكراً، حين وقف للمرة الأولى على مسرح الشيخ سلامة حجازي، إلا أن البداية الحقيقية لم تكن بالتمثيل، بل بالعمل كـ ملقن في العديد من العروض المسرحية، وهو الدور الذي منحه خبرة كبيرة في متابعة تفاصيل الأداء وإدارة الحوار المسرحي.

مع مرور الوقت، وجد نفسه أمام الجمهور، حيث شارك في عدد من المسرحيات التي تركت أثراً واضحاً، مثل: المحروسة، سكة السلامة، وواصل طريقه حتى وصل إلى القاهرة ليعمل مع رائد المسرح جورج أبيض، قبل أن ينتقل إلى المسرح القومي الذي كان بوابته إلى تقديم أعمال خالدة، منها: ملك القطن، أم رتيبة، وسينما أونطة.

عشق المسرح من الطفولة

كان والده، التاجر في تجارة القطن، كثير التنقل بين المدن، الأمر الذي أتاح للطفل شفيق مشاهدة عروض مسرحية متعددة، ومن هنا نشأ عشقه للفن، حتى أقام مسرحاً صغيراً في قريته مع أصدقائه، تولى فيه أدوار الممثل والمخرج والمؤلف في آن واحد، ليؤكد أن شغفه بالفن لم يكن عابراً بل متجذراً منذ نعومة أظافره.

فنان يعتز بجذوره الريفية

رغم انتقاله إلى العاصمة وتعامله مع كبار المبدعين، ظل شفيق نور الدين مرتبطاً بجذوره الريفية، معتزاً بتقاليدها وعاداتها، هذا الارتباط انعكس على أدائه، إذ كان قادراً على تجسيد شخصية الرجل البسيط القريب من الناس، فلامس مشاعر جمهوره بصدق، وأصبح مرآة تعكس واقع المجتمع المصري بأفراحه وأحزانه.

الحياة الأسرية.. صعوبات البدايات

تزوج شفيق نور الدين من خارج الوسط الفني، وأنجب ستة أبناء، وكان حريصاً على توفير حياة كريمة لهم، لكن الفن في أوائل الثلاثينيات واجه أزمة اقتصادية كبيرة، ما اضطره للعودة إلى قريته لفترة، حيث عمل مع والده في تجارة القطن، لم يكتفِ بذلك، بل افتتح متجراً صغيراً لبيع الألبان والخبز، في محاولة لتأمين قوت يومه وتلبية احتياجات أسرته.

ورغم انشغاله بهذه الأعمال بعيداً عن الفن لمدة عام ونصف تقريباً، ظل حبه للمسرح حاضراً في قلبه، حتى عاد مرة أخرى ليستأنف مشواره الذي لم ينقطع حتى وفاته.


لم يكن شفيق نور الدين مجرد ممثل أدوار ثانوية، بل كان رمزاً للفنان الذي يضيف للعمل رونقاً خاصاً مهما كان حجم الدور، فقد أجاد التنقل بين الكوميديا العفوية والتراجيديا المؤثرة، مقدماً نموذجاً حياً للفنان الذي يقيس نجاحه بصدق أدائه لا بعدد بطولاته.

يبقى اسم شفيق نور الدين محفوراً في ذاكرة الفن المصري كأحد أعمدة المسرح والسينما الذين قدموا فناً نابعاً من القلب، وظلوا قريبين من الناس بتلقائيتهم وصدق مشاعرهم، وفي ذكرى ميلاده، يتجدد الحديث عن فنان جمع بين البساطة والعمق، وترك إرثاً فنياً سيظل شاهداً على قيمة الفن الحقيقي.

الرابط المختصر

search