الإثنين، 20 أكتوبر 2025

01:47 ص

عودة يسرا وحسين فهمي إلى السجادة الحمراء في مهرجان الجونة

الأحد، 19 أكتوبر 2025 10:40 م

آيه بدر

يسرا وحسين فهمي

يسرا وحسين فهمي

في لحظة مفعمة بالحنين والبهجة، عاد الثنائي الذهبي يسرا وحسين فهمي إلى السجادة الحمراء في مهرجان الجونة السينمائي، ضمن العرض الخاص لفيلم "إسكندرية كمان وكمان"، أحد أبرز أفلام المخرج الكبير يوسف شاهين، وذلك احتفاءً بمرور مئة عام على ميلاده، في لفتة فنية وإنسانية تحمل الكثير من المعاني لسينما الذاكرة المصرية والعربية.

وشهدت السجادة الحمراء للمهرجان في دورته الثامنة حضورًا لافتًا لعدد من نجوم الفن والإعلام، من بينهم إلهام شاهين، يسرا اللوزي، روجينا، وليلى علوي، وغيرهم من الفنانين الذين حرصوا على مشاهدة الفيلم والمشاركة في الاحتفاء باسم يوسف شاهين، أحد أعمدة السينما العربية في القرن العشرين.

وظهرت يسرا بإطلالة أنيقة تميزت بالبساطة والرقي، إلى جانب حسين فهمي الذي بدا متأثرًا بأجواء الاحتفاء، حيث جمعهما الحنين إلى سنوات طويلة من التعاون الفني مع الراحل شاهين، الذي شكّل مرحلة فاصلة في مسيرتهما المهنية.

ويُعد تكريم يوسف شاهين في هذه الدورة من مهرجان الجونة من أبرز محاورها، إذ خصص المهرجان برنامجًا كاملاً يحتفي بمئوية المخرج الراحل تحت عنوان "مئوية يوسف شاهين.. سينما تتجاوز الزمن"، تضمن عرض أفلامه وندوات متخصصة، إلى جانب معرض فني ضخم بعنوان "باب الحديد"، صُمم ليكون تجربة بصرية ومكانية تعيد تعريف علاقة الجمهور بالسينما.

ويقدّم معرض "باب الحديد" رؤية فنية مبتكرة تمزج بين الذاكرة السينمائية والتجربة الحسية، حيث يتحول الزائر من مجرد متفرج إلى جزء من المشهد نفسه. ومع دخول الجمهور إلى المعرض، يجد نفسه في رحلة بصرية تحاكي أسلوب شاهين الفريد في تناول المكان والإنسان، لتتحول القاعة إلى فضاء تفاعلي ينبض بالحياة، تستحضر مشاهده من أفلامه المختلفة في تصميم يجمع بين التراث والتكنولوجيا الحديثة.

المعرض جاء نتيجة تعاون مثمر بين المخرجة ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، والمهندسة المعمارية شيرين فرغل، مؤسسة ومديرة شركة JYStudios، وبدعم من شركة أفلام مصر العالمية، إلى جانب مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية كشريك داعم للأثر الثقافي.

ويهدف هذا التعاون إلى تقديم تجربة غير تقليدية تضع أعمال شاهين في إطار جديد، يربط بين السينما والفن التشكيلي والهندسة المعمارية في رؤية واحدة تُبرز عبقرية المخرج المصري الذي تجاوزت أفكاره حدود الشاشة إلى عمق الفكر الإنساني.

ويعود فيلم "إسكندرية كمان وكمان" إلى الشاشة الذهبية بعد أكثر من ثلاثة عقود على إنتاجه، ليعيد إلى الأذهان واحدة من أهم التجارب الذاتية في السينما العربية، ضمن سلسلة الأفلام التي تناول فيها شاهين سيرته وحياته الفنية بصراحة وجرأة غير مسبوقة، حيث اعتبر أن سيرته الشخصية تستحق أن تُروى كما هي، دون تزييف أو تجميل.

ويُعد الفيلم جزءًا من رباعية “إسكندرية” التي خلدت طفولته وشغفه بالسينما وعلاقته بالمجتمع المصري وتطور رؤيته الفنية والإنسانية.

ولم يقتصر التكريم على عرض الفيلم فقط، بل شمل أيضًا عرض أربعة أعمال أخرى لمخرجين عرب تتلمذوا على يد يوسف شاهين، واستلهموا من مدرسته السينمائية روح التجديد والتجريب، مؤكدين أن إرث شاهين لا يزال حيًا في وجدان السينما العربية الحديثة.

هؤلاء المخرجون لم يكرروا بصمته، بل ساروا على نهجه في البحث عن الذات والهوية، مؤمنين بأن الحكي ليس مجرد ترف، بل ضرورة وجودية ومقاومة فنية في وجه التكرار والنمطية.

وتحوّل الاحتفاء إلى مناسبة فنية مليئة بالعاطفة والذكريات، حيث تبادل الفنانون كلمات التقدير والإعجاب بتاريخ يوسف شاهين، مؤكدين أن أفلامه ستظل جزءًا من ذاكرة الفن المصري والعربي، ومصدر إلهام للأجيال القادمة التي تبحث عن الصدق في التعبير والجمال في الرؤية.

واختتمت يسرا تصريحاتها على هامش الحفل بقولها: "يوسف شاهين هو المعلم الأول لنا جميعًا، علمنا كيف نحب السينما وكيف نحترمها، وكيف نصدق أنفسنا أمام الكاميرا".

وبين بهجة التكريم ودموع الحنين، ظل اسم يوسف شاهين حاضرًا في كل زاوية من مهرجان الجونة، كأن صوته لا يزال يتردد في أرجاء القاعة، يبتسم ويقول: “السينما حياة.. والحياة فيلم لا ينتهي.”

إقرأ أيضاً:

رحيل يهز الوسط الإعلامي.. من هي فيفيان الفقي التي ودعها الجميع؟

نقابة المهن التمثيلية تهنئ المخرج هشام عطوة برئاسة قطاع المسرح

مفيدة شيحة توجه رسالة مؤثرة إلى منة شلبي بعد تكريمها في الجونة

الرابط المختصر

search