الأحد، 26 أكتوبر 2025

08:38 م

حركة الأسعار المتوقعة في الأجلين القصير والمتوسط

تحليل: مستقبل النفط بين مطرقة العقوبات وسندان الفائض

الأحد، 26 أكتوبر 2025 02:50 م

بقلم: دانييلا سابين هاثورن

دانييلا سابين هاثورن محلل سوق أول في Capital.com

دانييلا سابين هاثورن محلل سوق أول في Capital.com

ارتد سعر النفط الأمريكي (خام غرب تكساس الوسيط) من أدنى مستوياته خلال خمسة أشهر، مدفوعًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية، رغم أن الصورة العامة على المدى المتوسط لا تزال تشير إلى وفرة في المعروض. 
وقد ارتفعت الأسعار في تداولات الخميس الماضي، بعد أن أعلنت واشنطن فرض عقوبات مباشرة على أكبر شركتين روسيتين، "روسنفت" و"لوك أويل"، مما أحدث اضطرابًا في السوق الفعلية، حيث سارع المستوردون في الصين والهند للبحث عن بدائل في الشرق الأوسط وحوض الأطلسي. هذا أدى إلى ارتفاع الأسعار الفورية للخام في الشرق الأوسط، وقفز خام برنت بأكثر من 4%، مما دفع WTI للصعود أيضًا.
بحلول أمس الجمعة، بدأ سعر الخام الأمريكي يختبر مستوى مقاومة سابق قرب 62 دولارًا، بينما استقر برنت تحت 66 دولارًا. ورغم أن هذه المستويات لا تزال أقل بكثير من بداية العام، إلا أنها تُظهر كيف يمكن للمخاطر الجيوسياسية أن تعيد تسعير السوق بسرعة.
الدافع قصير المدى: العقوبات والمخزونات
تؤثر العقوبات بشكل مباشر لأنها تعيد توجيه عمليات شراء النفط، مما يضغط على التوازن المحلي في آسيا ويرفع الفروقات السعرية الفورية. وأشارت "رويترز" إلى أن بعض المصافي الهندية الكبرى بدأت بمراجعة أو وقف شراء النفط الروسي خوفًا من عقوبات ثانوية، مما زاد الطلب على أنواع أخرى من الخام، وقدم دعمًا إضافيًا للأسعار المرجعية.
في الوقت نفسه، ساعدت البيانات الأمريكية قليلًا، حيث أظهرت أحدث تقارير إدارة معلومات الطاقة (EIA) انخفاضًا غير متوقع في مخزونات النفط التجارية، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع، مما دعم أسعار الخام الأمريكي.


السحب متوسط المدى: زيادة المعروض وضعف الهيكل
بعيدًا عن تأثير العقوبات، بدأت صورة المعروض تتجه نحو التوسع. فقد شرعت مجموعة أوبك+ في التراجع عن تخفيضاتها الطوعية، مع زيادة طفيفة في الإنتاج خلال أكتوبر كبداية. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى عام 2026، مما أدى إلى اتساع الفارق بين أسعار برنت الفورية والعقود المستقبلية، وهو مؤشر على ارتياح السوق تجاه المعروض والمخزون، وتسعير لمخاطر "الفائض".
ومع وجود مخاوف من زيادة المخزونات في الربع الأول من 2026، يرى بعض المحللين أن أوبك+ قد تعود لتقليص الإنتاج إذا انخفضت الأسعار إلى ما دون 60 دولارًا. وتشير التوازنات الأمريكية إلى ارتفاع إجمالي مخزونات المنتجات البترولية، في حين تبقى توقعات الطلب ثابتة. وبشكل عام، فإن الصورة الهيكلية تدعم بقاء الأسعار ضمن نطاق محدد أو تميل للانخفاض، ما لم تحدث صدمات جديدة في المعروض.

الخلاصة
العقوبات أعطت دفعة مؤقتة لأسعار الخام الأمريكي، لكن الصورة الأكبر لا تزال تشير إلى وفرة في المعروض وضعف في الهيكل السعري. ما لم تتوسع العقوبات أو تعود أوبك+ لتقليص الإنتاج، فإن السيناريو المرجح هو تداول متذبذب ضمن نطاق محدود، مع صعود محدود بسبب قصة الفائض. ويمكن متابعة بيانات EIA الأسبوعية، الفروقات السعرية الفورية، وتصريحات أوبك+ كمؤشرات على ما إذا كانت السوق تتحرك بفعل الصدمة أم الفائض.

الاداء اليومي لسعر النفط الخام الامريكي


 

الصورة الفنية
يُظهر الرسم البياني اليومي أن انخفاض سعر الخام الأمريكي كان تدريجيًا ومنظمًا، دون أن يصل مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى منطقة التشبع البيعي منذ أبريل، مما يؤكد الاتجاه الهابط طويل المدى رغم الارتداد الأخير. الاختبار الحقيقي سيكون ما إذا كان مستوى المقاومة بين 61.82 و62.45 دولار سيمنع السعر من الصعود خلال الأيام القادمة. إذا حدث ذلك، فإن الاتجاه الهابط سيبقى مسيطرًا. أما إذا تجاوز السعر هذا النطاق، فقد نشهد موجة شراء جديدة نحو مستوى المقاومة التالي عند 64 دولارًا.

  • كبيرة المحللين في Capital.com

الرابط المختصر

search