الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

04:53 م

نقاشات حول الثقافة كأداة للتمكين المجتمعي بمؤتمر الصناعات الإبداعية بالعريش

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 03:44 م

إسراء علي

مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية

مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية

استقبل قصر ثقافة العريش، الجلسة البحثية الثالثة لمؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية.. سيناء نموذجا"، والذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة ورفع الوعي بقيمة الصناعات الإبداعية.

جاءت الجلسة البحثية تحت عنوان "الثقافة كأداة للتمكين المجتمعي والتنمية المحلية"، وأدارها الدكتور محمد سليم شوشة، وشهدت طرحا بحثيا متنوعا بدأه الدكتور عبد الحكيم خليل رئيس قسم العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية،  من خلال ورقة بحثية بعنوان "الثقافة الشعبية السيناوية وصناعاتها الإبداعية.. مقارنة أنثروبولوجية"، ناقش خلالها الجذور التراثية للمجتمع السيناوي والتي ما زال يحتفظ بها رغم التحولات المعاصرة.
وأوضح أن الصناعات الإبداعية والمعارف الشعبية تمثل رصيدا اقتصاديا وثقافيا يمكن البناء عليه، مشيرا إلى دور المرأة السيناوية في نقل التراث وصون العادات.
واختتم المناقشة بحديث عن الطب الشعبي والطقوس العرفية، موجها إلى ضرورة إنشاء أرشيف رقمي لحفظ التراث السيناوي.

وتواصلت الجلسة بورقة للباحث محمود كحيلة، ماجستير في الآداب قسم الدراسات المسرحية جامعة الإسكندرية، بعنوان "المردود القومي والاجتماعي للأنشطة المسرحية في شمال سيناء"، سلط فيها الضوء على أهمية المسرح كأداة فاعلة في تشكيل الوعي وتحصين المجتمع ضد الأفكار المتطرفة، مؤكدا على أهمية دعم مسرح الطفل واكتشاف الطاقات الشابة فالعنصر البشري هو حجر الأساس في أي نهضة مسرحية.

كما شهدت الجلسة تقديم ورقة بحثية للدكتورة منى عبد المنعم، باحثة في التاريخ الإسلامي وعضو اتحاد الآثاريين العرب، جاءت بعنوان "الصناعات التراثية في سيناء.. جسر بين التاريخ الإسلامي والتنمية الثقافية المعاصرة"، وقدمت خلالها قراءة تاريخية موسعة لدور سيناء عبر العصور الإسلامية، موضحة أن موقعها الجغرافي المميز جعلها بوابة مصر الشرقية ومركزا للتبادل الحضاري، الأمر الذي انعكس على تطور صناعاتها التراثية، خاصة النسيج والتطريز والثوب السيناوي الذي كان بمثابة بطاقة هوية تعكس ملامح المرأة السيناوية وبيئتها وقيمها. 
كما أشارت إلى أهمية الحرف التراثية كرافد اقتصادي يمكن دمجه بفاعلية في خطط التنمية الحديثة.

وشهدت الجلسة عددا من المداخلات من قبل الباحثين حول كيفية إدماج التراث الشعبي في برامج التنمية، مؤكدين ضرورة توثيق الحرف التقليدية وتدريب الأجيال الجديدة عليها، ودعم الحرفيين السيناويين عبر مبادرات اقتصادية وثقافية تضمن استدامة هذا الإرث الفريد.

كما قدم الشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، تعقيبا تناول فيه أهمية الأبحاث المقدمة وما طرحته من رؤى تؤكد أن سيناء تزخر بتراث شديد الثراء يستحق جهودا بحثية وتطبيقية أكبر، وأن الصناعات التراثية والمسرح والمعارف الشعبية تمثل ركائز مهمة لصناعة التنمية الثقافية.

واختتمت الفعاليات بعرض فني لفرقة مواهب العريش بقيادة الكابتن مدحت نجيب، بحضور لفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة، إلى جانب مجموعة من الباحثين والأهالي، بما يعكس الاهتمام المتزايد بدور الثقافة في دعم مسارات التنمية.

مؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية" ينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وبالتعاون مع العلاقات الثقافية الدولية، وإقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء.
ويشهد المؤتمر عددا من الجلسات البحثية، والموائد المستديرة بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، وتختتم فعالياته اليوم الثلاثاء بعقد جلسة التوصيات في الثامنة والنصف مساءً.

اقرأ أيضاً.. تراث سيناء وآليات توثيقه" في نقاشات مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية بالعريش

الاقتصاد الإبداعي والتنمية المستدامة في ثاني جلسات مؤتمر الصناعات الثقافية بالعريش

انطلاق أولى جلسات مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية بقصر ثقافة العريش

الرابط المختصر

search