مدبولي: ما تحقق في التأمين الصحي الشامل يؤكد أن الدولة تضع كرامة المواطن في صدارة أولوياتها

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن منظومة التأمين الصحي الشامل أصبحت نموذجًا حيًا لإرادة الدولة المصرية في إصلاح قطاع صحي حيوي يمس كل مواطن.

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي السنوي السادس للهيئة العامة للرعاية الصحية بالعاصمة الإدارية الجديدة

وأوضح أن مرور ستة أعوام على إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذه المنظومة من بورسعيد يمثل «ذكرى تاريخية» أكدت أن الإصلاح الصحي لم يعد خيارًا، بل التزامًا لبناء الإنسان المصري وفق رؤية شاملة ترتكز على الجودة والعدالة والاستدامة.

 تطوير تشريعي وبنية صحية غير مسبوقة

استعرض رئيس الوزراء ما تم تحقيقه من إصلاحات تشريعية وبنيوية، مشيرًا إلى إصدار حزمة قوانين أسست لهيئات الدواء، والشراء الموحد، والمجلس الصحي المصري، وغيرها من التشريعات المنظمة للمسؤولية الطبية والاستثمار في القطاع الطبي.

وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبرى في البنية التحتية الصحية، حيث تم إنشاء وتطوير أكثر من 1426 وحدة ومركز طب أسرة و79 مستشفى في 24 محافظة، إلى جانب 1255 مشروعًا ضمن خطة وزارة الصحة، وهو ما أسهم في تسريع تطبيق التأمين الصحي الشامل وفي إحداث نقلة حقيقية يشعر بها المواطن في مختلف المحافظات، وخاصة في الصعيد والمناطق الحدودية.

 نجاحات المرحلة الأولى: خدمات تجاوزت 100 مليون وإشادات دولية

أشار مدبولي إلى أن المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحي الشامل، التي نُفذت في ست محافظات باستثمارات تجاوزت 53 مليار جنيه، أسفرت عن تقديم أكثر من 100 مليون خدمة طبية عبر منشآت مجهزة بأحدث الأنظمة الرقمية والمعايير العالمية للجودة.

وفي سياق متصل، أكد أن المبادرات الصحية الرئاسية، وعلى رأسها "100 مليون صحة"، قدمت أكثر من 250 مليون خدمة طبية، وأسهمت في حصول مصر على التصنيف الذهبي من منظمة الصحة العالمية في القضاء على فيروس سي، وتجديد الإشهاد الدولي بخلو مصر من الحصبة والحصبة الألمانية.

 رعاية إنسانية شاملة: دعم غير القادرين وعمليات كبرى غير مسبوقة

شدد رئيس الوزراء على أن جوهر التأمين الصحي الشامل ليس الأرقام فقط وإنما «تغيير حياة الناس».

وكشف أن المنظومة أجرت 150 عملية زراعة قوقعة للأطفال و24 عملية زراعة كلى، إضافة إلى الآلاف من عمليات القلب والأورام والجراحات الكبرى، وكلها تؤكد أن الدعم يصل بالفعل إلى من يحتاجه «بالكرامة التي يستحقها».

وأشار إلى اهتمام الدولة بغير القادرين، حيث تم تسجيل 905 آلاف مواطن في المرحلة الأولى بنظام الإعفاء الكامل من الاشتراكات، بنسبة 17.6% من إجمالي المسجلين، عبر آلية تسجيل تلقائي تعتمد على بيانات وزارة التضامن الاجتماعي.

 المرحلة الثانية: تغطية تمتد إلى 18 مليون مواطن

أعلن مدبولي أن الدولة على مشارف إطلاق المرحلة الثانية من المشروع في محافظات: المنيا، مطروح، دمياط، شمال سيناء، كفر الشيخ، باستثمارات تجاوزت 115 مليار جنيه، مع دراسة ضم محافظة الإسكندرية لاحقًا.

وباستكمال هذه المرحلة، سيرتفع عدد المواطنين الذين تشملهم مظلة التأمين الصحي الشامل إلى أكثر من 18 مليون مواطن، في خطوة تعكس التزام الدولة بتوسيع نطاق التغطية الصحية دون تردد.

 دعوة لتعزيز الشراكة مع القطاعين الخاص والأهلي

اختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن الدولة ماضية في دعم القطاع الصحي وتسخير كل الإمكانات لإنجاح هذا المشروع القومي، مشددًا على أن اكتماله يتطلب مشاركة قوية من القطاعين الخاص والأهلي جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية.

ووجّه الشكر للهيئة العامة للرعاية الصحية وشركاء الملتقى، متطلعًا إلى توصيات تعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية في مجالات الرعاية الصحية المتطورة والمستدامة.

إقرأ أيضًا:

توقيع اتفاقيات تعاون استراتيجى بين مصر والجزائر

مباحثات مصرية–جزائرية رفيعة المستوى لتعزيز الشراكة الصناعية وتطوير منظومة النقل