السبت، 02 أغسطس 2025

12:34 م

مسابقة شبابية تمكن الشباب وتحيي التراث

إعادة تأهيل مراكز الإبداع.. رؤية جديدة لصندوق التنمية الثقافية

الخميس، 31 يوليو 2025 01:54 م

إسراء علي

حلقة نقاشية موسعة بمركز الإبداع الفني

حلقة نقاشية موسعة بمركز الإبداع الفني

في إطار حرصه على تفعيل التراث المعماري كمكوّن حي في الحياة الثقافية المصرية، نظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، مساء أمس (الأربعاء) ، حلقة نقاشية موسعة بمركز الإبداع الفني بقصر الأمير طاز، للتعريف ومناقشة تفاصيل مسابقة "إعادة تأهيل وتوظيف الفراغات الداخلية" لمركزي بيت المعمار المصري وقصر الأمير طاز" والتي ينظمها الصندوق بالتعاون مع شعبة العمارة بنقابة المهندسين.

السطوحي: “نحن لا نُعيد تأهيل المباني فقط، بل نُعيد تأهيل علاقتنا بها”
في مستهل اللقاء، أكد المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن مسابقة "إعادة تأهيل وتوظيف الفراغات الداخلية لبيت المعمار المصري وقصر الأمير طاز" تمثل أحد محاور الرؤية الجديدة للقطاع، التي تسعى إلى تعزيز الدور الثقافي للمراكز، وجذب الشباب وتفعيل طاقتهم الابداعية من إجل إعادة إحياء المواقع التراثية التي تحتوي على مراكز الابداع، وتحويلها إلى فضاءات للإبداع المجتمعي.
وقال السطوحي:
"المحافظة على التراث لا تقتصر على الترميم فقط، بل في كيفية استخدامه وتوظيفه لخدمة المجتمع والأنشطة الثقافية. هدفنا من المسابقة ليس فقط التصميم، بل خلق حراك معرفي ووعي، يحقق إرتباط حقيقي وإدراك بقيمة ما نملك."
وأضاف:
"المسابقة لا تقتصر ولا تستهدف معالجات تجميلية، بل نريد تطوير الرؤية الوظيفية للمكان بما يتناسب مع طبيعته المعمارية والتاريخية، ويضمن استدامته الثقافية، مع تعزيز الدور الثقافس لكب مركز وهويته التي يتميز بها "
"نحن لا نُعيد تأهيل المباني فقط، بل نُعيد تأهيل علاقتنا بها".

وفي كلمته، رحّب الأثري د. جمال مصطفى، مدير قصر الأمير طاز، بالحضور، مشيدًا بفكرة المسابقة التي وصفها بأنها خطوة جادة نحو تطوير استراتيجيات الاستخدام الثقافي للتراث المعماري.
شارك في اللقاء بعض أعضاء لجنة التحكيم المعمارية للمسابقة، وهم:
• أ.د. علي جبر (عميد كلية الهندسة، جامعة نيو جيزا)
• د. هالة بركات (عميد كلية الفنون والتصميم، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا)
• أ.د. ياسر السيد (رئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة)
• المعماري معاذ أبو زيد (مهندس حر)

كانت الحلقة النقاشية قد شهدت مداخلات مهمة من أعضاء لجنة التحكيم.

ياسر السيد: 
" المسابقة .. محاولة لفهم المكان وتحقيق تواصل حي بين المعمار والجمهور ."
حيث تحدث أ.د. ياسر السيد، رئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة، عن أهمية فهم العلاقة بين الأنشطة الثقافية والمجتمع المحلي المحيط بالمراكز، مؤكدًا أن "المشاركة في هذه المسابقة ليست فقط تمرينًا تصميميًا، بل محاولة لفهم المكان وتحقيق تواصل حي بين المعمار والجمهور."
كما أشار إلى أن تخصيص المسابقة لموقعي قصر الأمير طاز وبيت المعمار جاء نتيجة "طبيعتهما الخاصة من حيث التكوين والعلاقة بالأنشطة"، مضيفًا أن "ثقافة المسابقات المعمارية تراجعت في مصر خلال العقود الأخيرة، وعلينا أن نعيد إحياءها كوسيلة للتفكير والتجريب الجماعي".
وفي هذا السياق، لفت أ.د. ياسر السيد إلى الإقبال الكبير على المسابقة منذ إعلانها، حيث بلغ عدد استمارات المشاركة المقدَّمة حتى الآن ٤٨٥ استمارة، توزعت بين مشاركات فردية وأخرى جماعية، وهو ما يعكس الحماس الكبير لدى شباب المعماريين وطلاب الكليات المعنية تجاه إعادة توظيف التراث، والمشاركة في صياغة رؤى جديدة لاستخداماته الثقافية.

علي جير:
" الطريق الحقيقي للحفاظ على الأثر هو استخدامه "
وفي مداخلته، ركّز أ.د. علي جبر، عميد كلية الهندسة بجامعة نيو جيزا، على أهمية فهم طبيعة المباني التي يتعامل معها المعماري، قائلًا:
"الطريق الحقيقي للحفاظ على الأثر هو استخدامه.. يجب التفرقة بين المباني الأثرية والتراثية ومعرفة درجة تصنيفها، لأن لكل منها معايير مختلفة في التعامل المعماري، وهذا ما يجب أن يراعيه المتسابقون في حلولهم المقترحة."
وأضاف أن "إعادة التوظيف يجب أن تكون مرنة، تسمح بتعدد الاستخدامات الثقافية مع الحفاظ على القيم المعمارية والتاريخية، وأن تصميم المساحات يجب أن يكون قابلًا للتكيف مع الأنشطة المختلفة دون الإضرار بالمبنى."

هابة بركات:
"النجاح لا يكمن فقط في جمال التصور، بل في قدرة المتسابق على الاندماج مع روح المكان "
أما د. هالة بركات، عميد كلية الفنون والتصميم بالأكاديمية العربية، فأشارت إلى أهمية أن يأتي التصميم نابعًا من فهم معمّق للمكان والمحيط، قائلة:
"النجاح لا يكمن فقط في جمال التصور، بل في قدرة المتسابق على الاندماج مع روح المكان، والرجوع إليه مرارًا لفهم احتياجاته، ثم تقديم تصميم يحترم قيوده ويوظف إمكانياته."

معاذ:
" لكل فراغ طاقة مُلهمة، وهذا هو الإلهام المكاني "
وتحدث المعماري معاذ أبو زيد عن أهمية الإلهام المكاني، موضحًا أن كل قاعة وكل فراغ داخل المباني يحمل طاقة خاصة، مضيفًا:
"بمجرد التواجد في المكان، تبدأ الأفكار في التشكل. فالتعامل مع فراغات أثرية يعني فهم عمقها الإنساني والزماني، وليس فقط معمارها الظاهري."
وقد أُتيح للحضور من شباب المعماريين والمهتمين بالتراث طرح استفساراتهم، والتي تناولت آليات التقييم، والاشتراطات الفنية، ومعايير التعامل مع العناصر التاريخية. وأكدت اللجنة أهمية الالتزام بالتعليمات الفنية، ودراسة القوانين المنظمة، وعلى رأسها قانون حماية الآثار والمباني ذات القيمة، بالإضافة إلى المعايير الدولية في تأهيل المباني التاريخية.
تأتي هذه المسابقة في إطار جهود صندوق التنمية الثقافية لإعادة توظيف المباني التراثية كمراكز ديناميكية للإبداع والفن، وتعزيز مشاركة الشباب في صياغة مستقبل التراث الثقافي المصري.

search